Solidarity!
التضامن الزائف
هي قصة لبناني اضطر إلى النزوح إلى "الشقيقة" بحثا عن طائرة تقله إلى جامعته في كندا. تبدأ القصة بمحاولة إيجاد سيارة تاكسي من طرابلس إلى حمص. "إنها الحرب و مخاطرها" يقول سائق التاكسي السوري. أصبحت أجرة الذهاب إلى حمص 300$ بعدما كانت 50$ (كرمال عيون التضامن). يوافق صديقنا مرغما.
على الحدود، التفتيش لا يثتثني أحدا، و كأن اللبناني ذاهب في سياحة إلى "الشقيقة" لا نزوحا من الحرب! و إذا أردت الخلاص، ما عليك إلا إظهار الدولارات، و فجأة تصبح من كبار الشخصيات. الغريب في الأمر أنك مضطر إلى "رشوة" الموظفين على الحدود السورية إذا أردت المرور بسلام في كل الأحوال، إنه المبلغ المدفوع الذي يحدد "دقة التفتيش" و زمنه. مرة أخرى (كرمال عيون التضامن).
تستغرق الرحلة إلى دمشق حوالي الأربع ساعات، لا يتوقف فيها الراديو السوري عن بث الأغاني الوطنية، و التأكيد على دعم المقاومة، و على أهمية التضامن مع الأشقاء اللبنانيين في دفاعهم عن "الشرف العربي". يبحث صديقنا عن مكان للإقامة ريثما يتمكن من تأمين حجز إلى كندا، الفنادق في دمشق على اختلاف أنواعها مكتظة باللبنانيين و الأجانب الفارين من لبنان. غرفة في فندق ثلاث نجوم أصبحت ب160$ بدلا من السعر الاعتيادي الذي لم يكن يتجاوز ال40$ و مرة أخرى (كرمال عيون التضامن). "لم أرى في حياتي هذا العدد من الأجانب في دمشق قط، نحن نستفيد من مصابكم بكل الأحوال" يقول سائق التاكسي الذي يوصل صديقنا إلى مكتب السفريات. لبناني آخر، ارتأى افتراش أرض المطار في دمشق، ريثما يحين موعد إقلاع طائرته. لكن عليه أولا أن يدفع ضريبة "التضامن"، 50$ لموظف شرطة المطار, الذي يؤكد "تضامنه مع لبنان و اللبنانيين" و أنه ما كان ليسمح بافتراش المطار هكذا لولا تلك الظروف، "يا هيك التضامن يما بلا" يضحك صديقنا اللبناني و في حلقه غصة. إنها حرب اللبنانيين وحدهم، و عليهم دفع ثمنها بالدولار الأمريكي.....
محطة أخيرة، تفصل صديقنا اللبناني النازح عن ركوب الطائرة، إنه التفتيش في المطار. "كنا نتذمر من التفتيش على الحدود، لكن الكارثة هنا أعظم" هذا لسان حال الجميع هنا. فموظف جمارك المطار لا يمكن معاملته كموظف جمارك الحدود "الناس مقامات" يوضح الموظف. و مرة أخرى (كرمال عيون التضامن) يضطر صديقنا إلى استعمال الدولار. "هين قرشك، و لا تهين نفسك"، إنه التضامن بأبهى صوره، إنها الوحدة كما لم تكن يوما!
أخيرا، تقلع الطائرة بصديقنا اللبناني، بعيدا عن "التضامن الزائف" و مآسي الحرب. و لكن حيث تنتهي معاناة لبناني، تبدأ رحلة عذاب لبناني آخر، مع التضامن الزائف...... لا حول و لا قوة إلا بالله.
على الحدود، التفتيش لا يثتثني أحدا، و كأن اللبناني ذاهب في سياحة إلى "الشقيقة" لا نزوحا من الحرب! و إذا أردت الخلاص، ما عليك إلا إظهار الدولارات، و فجأة تصبح من كبار الشخصيات. الغريب في الأمر أنك مضطر إلى "رشوة" الموظفين على الحدود السورية إذا أردت المرور بسلام في كل الأحوال، إنه المبلغ المدفوع الذي يحدد "دقة التفتيش" و زمنه. مرة أخرى (كرمال عيون التضامن).
تستغرق الرحلة إلى دمشق حوالي الأربع ساعات، لا يتوقف فيها الراديو السوري عن بث الأغاني الوطنية، و التأكيد على دعم المقاومة، و على أهمية التضامن مع الأشقاء اللبنانيين في دفاعهم عن "الشرف العربي". يبحث صديقنا عن مكان للإقامة ريثما يتمكن من تأمين حجز إلى كندا، الفنادق في دمشق على اختلاف أنواعها مكتظة باللبنانيين و الأجانب الفارين من لبنان. غرفة في فندق ثلاث نجوم أصبحت ب160$ بدلا من السعر الاعتيادي الذي لم يكن يتجاوز ال40$ و مرة أخرى (كرمال عيون التضامن). "لم أرى في حياتي هذا العدد من الأجانب في دمشق قط، نحن نستفيد من مصابكم بكل الأحوال" يقول سائق التاكسي الذي يوصل صديقنا إلى مكتب السفريات. لبناني آخر، ارتأى افتراش أرض المطار في دمشق، ريثما يحين موعد إقلاع طائرته. لكن عليه أولا أن يدفع ضريبة "التضامن"، 50$ لموظف شرطة المطار, الذي يؤكد "تضامنه مع لبنان و اللبنانيين" و أنه ما كان ليسمح بافتراش المطار هكذا لولا تلك الظروف، "يا هيك التضامن يما بلا" يضحك صديقنا اللبناني و في حلقه غصة. إنها حرب اللبنانيين وحدهم، و عليهم دفع ثمنها بالدولار الأمريكي.....
محطة أخيرة، تفصل صديقنا اللبناني النازح عن ركوب الطائرة، إنه التفتيش في المطار. "كنا نتذمر من التفتيش على الحدود، لكن الكارثة هنا أعظم" هذا لسان حال الجميع هنا. فموظف جمارك المطار لا يمكن معاملته كموظف جمارك الحدود "الناس مقامات" يوضح الموظف. و مرة أخرى (كرمال عيون التضامن) يضطر صديقنا إلى استعمال الدولار. "هين قرشك، و لا تهين نفسك"، إنه التضامن بأبهى صوره، إنها الوحدة كما لم تكن يوما!
أخيرا، تقلع الطائرة بصديقنا اللبناني، بعيدا عن "التضامن الزائف" و مآسي الحرب. و لكن حيث تنتهي معاناة لبناني، تبدأ رحلة عذاب لبناني آخر، مع التضامن الزائف...... لا حول و لا قوة إلا بالله.
ملاحظة: عن جريدة "صدى البلد" بتصرف
No comments:
Post a Comment